الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة هل حدّت الميزانية من إشعاع مهرجان قرطاج ؟

نشر في  19 أوت 2015  (14:04)

من المنتظر أن يسدل الستار مساء الخميس 20 أوت على الدورة الـ51 من مهرجان قرطاج الدولى، وذلك بعرض الفنان الكبير لطفي بوشناق، ويذكر أن هذه الدورة التي انطلقت يوم 11 جويلية شهدت مشاركة كل من وائل كفوري و آمال ماهر والمطرب محمد عساف والأمريكي أيكون وعرض سيرك من ألمانيا وجنوب أفريقيا وعرض راقص لـ«التركال» من تونس وبلجيكا، قوالى فلامنكو من إسبانيا وباكستان، البولشوي البولوني مازوشي من بولونيا، لورين هيل من أمريكا وغيرها من العروض، التي وان لاقى بعضها استحسان الجمهور والنقاد، فان بعض العروض صاحبتها موجة من الانتقادات واتهمت بانها لا تليق باسم هذا المهرجان ولا بركحه الذي اعتلاه وديع الصافي وصباح فخري وشارل آزنافور وخوليو إيغليسياس وآخرون..

غضب اعلامي

شهدت الدورة51 انتقادات حادة من قبل الصحفيين وصل حدّ المقاطعة وهي المرة الأولى في تاريخ هذا المهرجان التي يقرر فيها الصحفيون مقاطعة العروض احتجاجا على ادارة المهرجان، وذلك بعد اصدارها لبيان تمنع فيه رسميا كافة وسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون ومصورين من الوجود فى محيط مسرح قرطاج لممارسة عملهم أثناء إحياء حفلة المطرب الأمريكي «أيكون» وتؤكد أن كل من يخالف هذه الاجراءات ستتم مصادرة آلاته، قرار ولئن فرضته ادارة اعمال الفنان الامريكي فانه اصاب الصحفيين بالدهشة، حيث رأوا انه كان حريا بادارة قرطاج رفض هذه الاملاءات وفرض احترام المهرجان خاصة أن نجم هذا الفنان قد أفل منذ زمن، ولعل ما زاد في غضب الصحفيين هو أن نفس المطرب أحيا حفلا ضمن فعاليات مهرجان موزايين ولم يتم خلاله منع وسائل الاعلام من التصوير.

من أزنافور الى «مزاطيل»

المستوى الفني للعروض المبرمجة خلال الدورة 51 كان هو الآخر محل انتقاد فبعض العروض لا ترتقي إبداعيا لتعرض في هذا المهرجان العريق حيث نجد من اعتلى هذه السنة الركح دون أي تصور فني أو انتاج جديد فغابت الفرجة والابداع.

مهرجان قرطاج تحول خلال هذه الدورة الى مرتع لكلّ من هب ودب ليعتلي منصته من غنى «كان سكرتي روحي» ومزاطيل» هذا الركح الذي اعتلاه عمالقة الفن كما أشرنا سابقا، فهل يعقل أن يقف من يغني « قبي قبي» في نفس المكان الذي وقف فيه ازنافور؟ ولئن نؤكد حق الشباب في الاستمتاع باغانيهم ومواكبة عصرهم، فاننا نشير الى أنه لكل مقام مقال، فهؤلاء «الفنانون» ان صح التعبير مكانهم في مهرجانات محلية أو تظاهرات شبابية وليس ركح قرطاج ...

لورين هيل أو سندريلا قرطاج

رغم كونها المرة الأولى التي تعتلي فيها ركح مهرجان قرطاج ورغم كونها صاحبة أعلى أجر بمبلغ يقدر ب160 الف دينار، فان المغنية الأمريكية لورين هيل ألقت الامتيازات التي منحتها اياها ادارة مهرجان قرطاج عرض الحائط واعتلت الركح حوالي منتصف الليل لتتحول بقدرة قادر الى سندريلا قرطاج، ولعل ما زاد الطين بلة هو أن هذه المغنية لم تكلف نفسها عناء الاعتذار واكتفت بتوجيه كلمة واحدة للجمهور الذي حضر بكثافة وهي «شييت» أي اصمت وكم كنا نتمنى لو ان ادارة مهرجان قرطاج هي من أخرست هذه المغنية وأعادت الاعتبار للمهرجان.

غلاء التذاكر

لا يختلف اثنان في أن الظروف التي تمر بها البلاد سواء الاقتصادية أو الأمنية قد تكون وراء عزوف الجمهور التونسي عن مواكبة عروض مهرجان قرطاج والتحول باعداد غفيرة، لكن وفي الاثناء لا بد من الاشارة الى ان غلاء تذاكر الدخول كانت من اسباب عزوف الجمهور خاصة وأن العروض المبرمجة ليست ذات قيمة فنية مغرية رغم الدعم المادي الهام الذي تخصصه وزارة الثقافة لهذا المهرجان.. وتجدر الإشارة الى بعض التقارير التي تتحدث عن نقص ملحوظ في الميزانية المرصودة ممّا دفع لجنة التنظيم الى رفع سعر التذاكر.. وقلّص في المقابل أمامها هامس الاختيار الفني.

غياب المسرح... وغياب الفنانة التونسية

الثابت أن جل من واكب عروض الدورة 51 لمهرجان قرطاج لاحظ الفراغ الذي تركته العروض المسرحية التي دأب المهرجان على احتضانها كل سنة ومنذ سنة 1963 بل وعرف بها، فهذه الدورة أقصت العروض المسرحية باستثناء عرض الافتتاح «ظلموني حبايبي» والذي كان عرضا موسيقيا مسرحيا، الاقصاء لم يقتصر على العروض المسرحية بل كذلك على الوجوه الفنية النسائية التونسية حيث سجلت الدورة 51 غيابا تاما لوجود الوجه الفني النسائي التونسي ..

قالوا عن الدورة 51 لمهرجان قرطاج

هالة الذوادي: قرطاج أعلن نهايته

«مفرعسة»: بهذه الكلمة عبرت الاعلامية هالة الذوادي عن رأيها في الدورة 51 من مهرجان قرطاج حيث أكدت أن هذه الدورة كانت مختلفة تماما عن سابقاتها وتركت انطباعا سيئا ليس فقط لدى النقاد والصحفيين بل والجمهور كذلك، مشيرة الى أن مهرجان قرطاج أعلن نهايته في هذه الدورة .. وأفادتنا هالة الذوادي انها قاطعت ولأول مرة مهرجان قرطاج منذ حفل «ايكون» ولم تواكب بقية العروض وذلك احتجاجا منها على اساءة ادارة المهرجان لوسائل الاعلام المحلية وعدم اعترافها بالجميل ورأت أن سياسة تهميش الصحفيين التي اعتمدتها الادارة الحالية لمهرجان قرطاج دفعت بالبعض الى اتخاذ قرار المقاطعة ..

اما بالنسبة للبرمجة فأكدت انها لم ترتق الى المستوى المطلوب وكانت مخيبة للآمال وهو ما انجر عنه غياب الجمهور تقديم عروض امام مدارج فارغة ووجهت الذوادي رسالة الى مهرجان قرطاج حيث قالت « يا قرطاج عد كما كنت».

أماني بولعراس: 3 من 10 للدورة 51

من جهتها أكدت الاعلامية أماني بولعراس أن النقطة الأولى التي أثارت انتباهها هي أن اجور بعض الفنانين كانت مرتفعة جدا مقارنة بقيمتهم الفنية، مشيرة الى أن ضيوف مهرجان قرطاج وخاصة الأعلى أجرا ليسوا من ذوي القيمة الكبيرة كما أن نجمهم خفت على غرار «ايكون» و»لورين هيل»، اللذين أهانا مهرجان قرطاج رغم ارتفاع أجرهما..

واضافت اماني بولعراس ان هذه الدورة كانت دورة اهانة الصحفيين بامتياز وخاصة بفرض شروط مجحفة على وسائل الاعلام من ناحية مدة التصوير ملاحظة ان المعمول به هو كون الفنان وادارته يفرضان شروطا معينة لكن على ادارة المهرجان ان تتفاوض معهم وتفرض شروطها هي الاخرى، كما عبرت اماني عن استيائها من تصرفات بعض المحسوبين على المكتب الاعلامي لمهرجان قرطاج وخاصة الذين استغلوا صفحات التواصل الاجتماعي للشتم ..

ومنحت اماني بولعراس عدد 3 من 10 للدورة 51 لمهرجان قرطاج، مؤكدة ان هذه الدورة لم تحترم لا الصحفي ولا الفنان التونسي ولا الجمهور حيث ان القيمة الفنية لبعض العروض لم ترتق الى قيمة المهرجان.

ريم قيدوز لسنية مبارك: «المكان ليس مكانك سيدتي»

أما الاعلامية ريم قيدوز فذكرت ان ادارة الدورة 51 لمهرجان قرطاح برهنت بالكاشف عن قلة خبرتها خاصة من ناحية التعامل مع وسائل الاعلام ووقعت في فخ استفزاز الصحفيين واجبارهم على مقاطعة المهرجان .. وذكرت قيدوز ان توجه الادارة الى العروض الثقافية جعلها في موقع تسلل حيث لم تلاق العروض المبرمجة اي اقبال جماهيري يذكر مضيفة انه كان حريا بادارة المهرجان الموزانة بين العروض الثقافية والتجارية..

واشارت ريم قيدوز أن تعيين الفنانة سنية مبارك على رأس الدورة الحالية كان اعتباطيا، وتساءلت عن مؤهلات سنية مبارك الادارية حتى يقع تكليفها بمثل هذه المهمة، كما تساءلت عن سر تغييب الاصوات النسائية التونسية وان كانت المسألة مقصودة أم عفوية ووجهت ريم رسالة حادة الى سنية مبارك حيث قالت «اذا كان لسنية مبارك عقدة من الأصوات النسائية التونسية، فالمكان ليس مكانها وهي ليست المرأة المناسبة في المكان المناسب ولهذا الفضاء الذي يتسع لكل الاجناس».

واشارت ريم قيدوز الى أن بعض العروض مكانها الاصلي المسرح البلدي لا غير مضيفة أن عرض الرابور كافون سيبقى النقطة السوداء في هذا الدورة.

اعداد: سناء الماجري